يبدو أن وسائل الإعلام الصينية تشعر بقلق متزايد بشأن ظهور منافسين جدد لمبادرة “الحزام والطريق” ولا سيما مبادرة إعادة بناء عالم أفضل” التي تقودها الولايات المتحدة”.
وأعلن المسؤولون الأمريكيون عن تحديد 50 مشروعًا للمرحلة الأولى من الاستثمارات الخاصة بالمبادرة، والتي سيتم الكشف عنها في أوائل العام المقبل.
لكن وسائل الإعلام التي تديرها الدولة مثل جلوبال تايمز في نسختها الصينية – والتي تتوافق رسالتها مع رسالة الحكومة بشأن هذه القضية – تعمل على التقليل من أي جهد أمريكي لتطوير البنية التحتية في الدول النامية.
وأرسلت الصحيفة القومية مؤخرًا اثنين من المراسلين إلى العاصمة الإدارية الجديدة بالقرب من القاهرة والتي تجري عمليات التشييد والبناء فيها بسرعة كبيرة، وذلك للحديث عن براعة المقاولين الصينيين، في محاولة منها لتوضيح “المزايا” التي تتمتع بها الصين بالمقارنة بالولايات المتحدة في مجال البنية التحتية، وهي:
• السرعة: استغرق بناء معظم الهياكل الهندسية للمشروع أقل من ثلاثة سنوات بمعدل طابق واحد كل أربعة أيام، وذلك منذ عمل الدراسات الأولية في 2018 وحتى الانتهاء من بناء البرج الأيقوني للعاصمة في يونيو 2022.
ويشير مقال الجلوبال تايمز إلى أن الولايات المتحدة لن تكون قادرة أبدًا على مضاهاة “سرعة الصين” التي يعتز بها العملاء في دول مثل مصر.
• السياسة: اظهرت الجلوبال تايمز مثل وسائل الإعلام الصينية الأخرى رفضًا للمبادرة الأمريكية باعتبارها “مستوحاة من السياسة،” وجادلت بأنها لن تكون قادرة على التنافس مع الصين على نطاق عالمي حقيقي.
وأقرت الصحيفة بأن المبادرة الأمريكية قد تقوم بتنفيذ “من 5 إلى 10 مشاريع واسعة النطاق في إفريقيا وأمريكا اللاتينية،” لكنها ألمحت إلى أنها لن تفعل أكثر من ذلك نظرًا لأن الولايات المتحدة ليس لديها الحافز الحقيقي (مما يعني أن الصين – على النقيض – تمتلك الدوافع الصحيحة).
• المصداقية: يستشهد المقال بإشارة مسؤول مصري إلى أن الولايات المتحدة في وضع لا يسمح لها بتطوير البنية التحتية لأنها تعاني من سوء حالة الطرق والكباري المحلية.
ويتلائم حديث المسؤول المصري مع وجهة النظر الصينية التي تروج لأن السبب الحقيقي وراء مشاريع الولايات المتحدة لتطوير البنية التحتية لدول العالم بدلاً من العمل على أوجه القصور المحلية هو رغبتها الملحة في تحدي الصين.
وتختتم الجلوبال تايمز الصينية مقالها بأنه يتعين على واشنطن الاستفادة من خبرة بكين والتواصل المباشر معها لأنها لا تستطيع المضي قدمًا في مشاريع تطوير البنية التحتية حول العالم دون الحصول على مساعدة الشركات الصينية.