تحدث الباحث المتخصص في شؤون الشرق الأوسط بجامعة شنغهاي للدراسات الدولية دينغ لونغ عن أهمية الزيارة التاريخية التي قام بها أربعة وزراء خارجية من دول الخليج العربي إلى الصين هذا الأسبوع.
وقال لونج في مقاله المنشور في النسخة الصينية من صحيفة “جلوبال تايمز” القومية، أن القضايا الاقتصادية لها أهمية قصوى في علاقة الصين بدول الخليج العربي وأنها تفوق في أهميتها القضايا السياسية.
واشار لونج إلى أن حجم التجارة السنوي بين الصين ودول الخليج سوف يتعدى 200 مليار دولار للمرة الأولى بسبب زيادة الطلب الصيني على النفط والغاز من المنطقة. وقال أن زيادة التجارة مؤشر على اندماج هذه الدول في مبادرة الحزام والطريق.
واستطرد لونج قائلاً في إشارة للولايات المتحدة أن الصين هي “الدولة الرئيسية الوحيدة القادرة والراغبة في مساعدة دول الخليج على تطوير بنيتها التحتية. كما أنها تستطيع تحقيق أهداف التصنيع والتحول الاقتصادي في هذه الدول.”
ويتطرق لونج للولايات المتحدة بشكل واضح في مقاله قائلاً أن دول الخليج تتجه نحو بكين بعيدًا عن واشنطن، وذلك للأسباب الآتية:
• الاحتياج لتكوين صداقات جديدة: “منذ الحادي عشر من سبتمبر سعت دول الخليج إلى تنويع تحالفاتها لتجنب خطر الاعتماد على الولايات المتحدة فقط.”
• الولايات المتحدة لم تعد بحاجة لدول الخليج: “المنطق الأساسي لتحالف الخليج مع الولايات المتحدة القائم على مبدأ “النفط مقابل الأمن” لم يعد موجودًا بعد أن حققت الولايات المتحدة استقلالها في مجال الطاقة واستوردت فقط 12٪ من احتياجاتها الطاقية من دول الخليج”.
• حليف لا يعتمد عليه: ” أثبتت الولايات المتحدة عدم قدرتها على توفير الحماية الأمنية، فمنذ “الربيع العربي” تخلت الولايات المتحدة عن حلفائها في الشرق الأوسط وفشلت مرارًا وتكرارًا في توفير الحماية الأمنية لدول الخليج. ولذلك تدرك دول الخليج الآن أن تحالفاتها مع الولايات المتحدة في طريقها للانتهاء.”
• دبلوماسية القيم الأمريكية: “أصبحت دول الخليج الضحية الرئيسية لدبلوماسية القيم الأمريكية التي تستخدمها لقمع دول المنطقة. حيث تُستخدم قضايا حقوق الإنسان لتضخيم الاختلافات بين الأنظمة السياسية بالإضافة إلى الاختلافات الأيديولوجية التي تؤثر في النهاية على التحالف مع دول الخليج.”
وكما هو متوقع، يقدم لونج الصين على أنها البديل المستقر والموثوق به للولايات المتحدة بالنسبة للخليج العربي. ويلمح إلى رغبة الصين في تحقيق توازن في دبلوماسيتها مع دول الخليج وإيران. كما أعاد التأكيد على خطاب بكين المتكرر بأنها لا تريد أن يصبح الخليج مكانا لحرب باردة جديدة مع الولايات المتحدة.
وتعتبر النقاط التي أثارها لونج في مقاله جزءًا من النقاش الصيني الرسمي. ولكن الطريقة التي تحدث بها عن دور الصين في المنطقة تكشف عن مدى رؤية المتخصصين للنظام الإقليمي الحالي كجزء من التنافس بين القوى العظمى.