تعمل الصين بشكل متزايد على تعميق علاقاتها مع دول الشرق الأوسط بينما لا تزال المنطقة تحمل الكثير من التحديات لبكين، وذلك وفقًا لمراقب علاقات الصين والشرق الأوسط بجامعة فودان في شنغهاي أندريا جيزيلي.
يقول جيزيلي أن الجهود الدبلوماسية التي بذلتها الصين مؤخرًا في منطقة الشرق الأوسط والتي تضمنت العديد من الاجتماعات لوزير الخارجية الصيني وممثلي المنطقة، تكشف عن نظرية الصين بشأن تضاءُل دور الولايات المتحدة في المنطقة. يتزامن ذلك مع ازدياد قلق واشنطن من تنامي الدور التي تلعبه الصين في الشرق الأوسط.
وبرغم من صعوبة الدور التي يمكن أن تلعبه الصين في المنطقة، لا يمكن لها تجاهل مصالحها المتشابكة هناك
والتي تشمل الطاقة وجهود مكافحة الإرهاب ومركزية القضايا الأمنية بالنسبة لبقية دول العالم، وستؤدي مشاركة الصين المتزايدة في الشرق الأوسط إلى مزيد من المنافسة مع الولايات المتحدة أيضًا.
ويبقى التحدي الحقيقي للصين هو أن مشاركتها المحدودة في الشرق الأوسط سوف تؤثر على قدرتها على حماية مصالحها في المنطقة بينما يؤدي تعميق العلاقات إلى توريط الصين في تحديات غير مألوفة. وهناك أيضاً الخطر المتمثل في محاولة الولايات المتحدة إلى تقييد حركة الصين في المنطقة.
العوامل التي تؤثر على مشاركة الصين في الشرق الأوسط:
الإرث الليبي: أدى إجلاء الصين لـ 36 ألف مواطن صيني من ليبيا في عام 2011 إلى تغيير طريقة تفكير البلاد بشأن الدور الذي يمكن أن يلعبه الجيش الصيني في حماية مصالح الدولة الخارجية. حيث أعادت حكومة هو جينتاو التفكير بشأن دور الصين المحتمل في الخارج حتى وإن كان زيادة الوجود العسكري الصيني في المنطقة امرًا لا مفر منه.
الاستراتيجيات المحلية: بجانب خلافها مع الولايات المتحدة بسبب هيمنتها على المنطقة، تتشكل خطوات الصين في الشرق الأوسط بناءً على مطالب قوى المنطقة، فحق الفيتو الصيني في مجلس الأمن وقدرة الصين على توفير الدعم المالي لتلك الدول قد يؤدي إلى جرها إلى الجهود المحلية التي تقوم بها حكومات الشرق الأوسط في مواجهة هيمنة الولايات المتحدة.