أثرت الفيضانات والانهيارات الأرضية الأخيرة التي عصفت بمقاطعة كوازولو ناتال في جنوب إفريقيا على الشرايين الرئيسية لحركة التوريد العالمية وهددت أحد أهم مراكز التجارة الصينية في أفريقيا.
وتمثل حركة التجارة مع جنوب إفريقيا نحو 20٪ على الأقل من إجمالي حركة التجارة بين الصين والقارة الأفريقية وتمر حركة الشحن إلى الصين عبر ميناء ديربان في بمقاطعة كوازولو ناتال المنكوبة.
وكانت شركة ترانسنت التي تديرها الحكومة الجنوب أفريقية قد أعلنت في وقت سابق من هذا الأسبوع عن تعليق جميع عمليات الشحن في الميناء. كما أعلنت شركة ميرسك للنقل البحري المسؤولة عن عمليات النقل بين آسيا وأفريقيا عن إغلاق عملياتها في ميناء ديربان.
وابلإضافة إلى الأوضاع السيئة في الميناء، تم إغلاق الطرق السريعة الرئيسية والتي يعتمد عليها مصدرو الموارد لنقل بضائعهم إلى ميناء ديربان. وبسبب الأوضاع الحالية تم تعطيل شاحنات النقل لمسافة لا تقل عن 10 كيلومترات والتي تحمل مواد الكوبالت والمنغنيز والنحاس التي يتم تصديرها من الكونغو الديمقراطية وزامبيا وجنوب إفريقيا إلى الصين.
وبالرغم من التعاطف مع الأزمة التي تمر بها المقاطعة الجنوب أفريقية، إلا أن الأوضاع الحالية قد تسببت بحالة من الغضب في أوساط شركات الشحن والمصدرين، حيث أن هذه هي المرة الثالثة خلال 12 شهرًا التي يُجبر فيها ميناء ديربان على الإغلاق.
ففي يوليو الماضي تم إغلاق كلًا من الطرق السريعة والميناء مؤقتًا بسبب موجة من الاضطرابات الاجتماعية. ثم أغلق الميناء مرة أخري خلال بضعة أسابيع فقط بسبب هجوم إحدى العصابات التي طالبت بفدية.
وقد تفسر الأوضاع في المقاطعة التحركات الأخيرة لبعض الشركات الصينية لتطوير طرق جديدة للسكك الحديدية بين الموانئ في زامبيا والكونغو لربطها ببعض الموانئ في أنغولا وتنزانيا وناميبيا.