بقلم: توفيا جيرينج
بعد زيارة شي جين بينج إلى المملكة العربية السعودية في ديسمبر، وإصدار البيان الصيني الخليجي المشترك الذي دفع الخارجية الإيرانية لاستدعاء السفير الصيني في طهران، أكد عدد من المعلقين أن الصين تغير سياستها تجاه إيران. وقد استعرضت في مقالي الأخير، على منصة آسيا تايمز، ما يثبت بقاء الموازنة الدبلوماسية الصينية بين الأطراف المتنافسة في منطقة الشرق الأوسط. انظر أيضًا رد الدكتور جاكوبو سيتا ومقاله لشهر ديسمبر حول الموضوع ذاته:
ثمة تحليلان آخران يتناولان رحلة شي إلى المملكة العربية السعودية يستحقان القراءة، أحدهما بقلم الدكتور أندريا غيسيلي والآخر بقلم ريان هاس الباحث بمعهد بروكينجز.
الأستاذ صن ديغانغ، مدير مركز دراسات الشرق الأوسط، جامعة فودان، يجري دراسة استغرقت عامًا حول العلاقات الصينية الشرق أوسطية.
اقتباسات (ترجمة بتصرف نقلًا عن صحيفة تشاينا ديلي):
“حافظت دول الشرق الأوسط على استقلالها الاستراتيجي في مواجهة تنافس القوى العظمى، ملتزمة بمبادئ التحوط الاستراتيجي وإعادة بناء القوة وضبط التوازن.
“تحتل دول الشرق الأوسط أهمية كبرى في دبلوماسية الصين العالمية، وقد بلغ التعاون الصيني الشرق أوسطي آفاقًا جديدة وحقق نجاحات كبرى…ومع ازدياد الأهمية الاستراتيجية للمنطقة، احتدمت المنافسة بين القوى العظمى لبسط نفوذها عليها.
“انتقلت دول الشرق الأوسط من دور ’الأخوة الصغار‘ الذين يطلبون مساعدة القوة العظمى إلى دور “الشركاء الأنداد” الذين تسعى القوى العظمى لاسترضائهم. وعلى وجه العموم، فقد حافظوا على نهج التحوط الاستراتيجي الذي يتسم بتعدد الأقطاب السياسية العالمية والتنوع الاقتصادي.
“لم تعد منطقة الشرق الأوسط فناءً خلفيًا للولايات المتحدة، وتوقَّف حلفاؤها في المنطقة عن طاعتها العمياء؛ فقد عززت جميع دول المنطقة من استقلالها الاستراتيجي، وترسخت ثقتهم بأن شعوب الشرق الأوسط هم سادة أوطانهم.
أثمرت الدبلوماسية الصينية في الشرق الأوسط نتائج رائعة خلال عام 2022… دائمًا ما تبادلت دول الشرق الأوسط والصين المساعدة، وتشاركوا النفع والحظ الطيب، وتعاونوا على تنفيذ عدد من المبادرات، مثل: مبادرة التنمية العالمية ومبادرة الأمن العالمي. دول الشرق الأوسط تنتقل من “التفكير” إلى “السعي نحو الشرق”. (تشاينا ديلي)