تشكل القمة الصينية العربية المزمع عقدها هذا الأسبوع في السعودية محطة هامة حيث تسعى السعودية لترسيخ دورها الريادي في المنطقة بينما تسعى الصين لترسيخ علاقاتها الاقتصادية والسياسية مع الدول العربية.
وتناولت الصحافة العربية وصحف المنطقة القمة بشكل موسع واصفةً إياها بـ “نقطة تحول في تاريخ العلاقات الصينية العربية”، حيث شارك عدد من الكتب آراءهم بشأن دلالة توقيت عقد القمة وأهميتها لكل من الصين والدول العربية – وخاصة منطقة الخليج – بالإضافة إلى التأكيد على سعى جميع الأطراف لحماية المصالح الاقتصادية والسياسية.
وإليكم نبذة عن أهم الأفكار التي طرحتها الصحف العربية فيما يخص القمة:
تنويع الشراكات وتعددية الأقطاب:
أشارت الصحف العربية إلى رغبة كلًا من السعودية وحلفاؤها الخليجيون والصين إلى تنويع الشراكات لخدمة المصالح الاقتصادية والأمنية.
ويشير الدكتور أحمد السيد أحمد في مقاله على موقع جريدة الأهرام المصرية إلى التنافس الأمريكي – الصيني حول منطقة الخليج العربي والشرق الأوسط، موضحًا أن دول المنطقة تواجه هذا التنافس بسياسة خارجية رشيدة تهدف إلى تنويع مصادر الدخل والصفقات الاقتصادية والتسليح أيضًا. ويقول أحمد: ” هذا التنافس الدولى على المنطقة يعكس أهمية ورشادة السياسة الخارجية التى تتبناها مصر والسعودية والإمارات والقائمة على مفهوم الحياد الإيجابى وبناء وتعدد الشراكات الاقتصادية والإستراتيجية مع القوى الكبرى، دون الانحياز لقوة على حساب القوى الأخرى أو استبدال قوة بقوة أخرى، وإنما الاستفادة من التعاون مع كل القوى الكبرى فى إطار من الندية والاستقلالية بما يعظم المكاسب والمصالح العربية ويعطى هامشا كبيرا من حرية الحركة للدول العربية فى تنويع دوائر سياستها الخارجية ومصادر تسليحها.”
أما جريدة الرياض، فأشارت في مقال للكاتب خالد بن علي المطرفي إلى توافق الأهداف بين الصين والدول العربية فيما يخص تنويع الشراكات العالمية. ويقول المطرفي إن الصين رغم كونها دولة كبيرة إلا أنها تنتهج دبلوماسية لها خصائص فريدة مثل “شراكة القوة” أو “صداقة الشراكة”، وهو ما يتوافق مع الرغبة العربية في بناء مجتمع عالمي متعدد الأقطاب. وأضاف المطرفي أن ما يميز “الدبلوماسية الصينية” أنها تقوم على الصيغة المناسبة في علاقاتها الدولية وليس الصيغة الأفضل، وأن المعرفة قوة والمعلومات الخاطئة تقيد القوة، وأن القيم الإنسانية المشتركة والمصالح الآمنة هي الدافع نحو التقارب العربي الصيني، فضلًا عن حاجة الصين المتزايدة للطاقة مع زيادة إنتاجها.
تكوين تحالفات سياسية واقتصادية:
ركزت الصحافة العربية أيضًا على أهمية تكوين تحالفات قوية بين الصين والدول العربية في ذلك التوقيت الحساس لحماية مصالحهم السياسية والاقتاصادية. وفي هذا الإطار، يقول شاهر الشاهر في مقاله على موقع الميادين: ” ومن المتوقع أن تحقق هذه الزيارة تطوراً في العلاقات العربية-الصينية، ليس لجهة الأرقام التي تعكس الازدياد في حجم التبادل التجاري فقط، بل لجهة انخراط الصين في عدد من القضايا التي تمسّ أمن المنطقة، والتي يمكن لبكين لعب دور بارز فيها، خاصة وأنها الدولة الأكثر قبولاً ربما من قبل جميع الأطراف. من هنا، فإن بكين وبالرغم من تركيزها على الجانبين الاقتصادي والتجاري، ومع عدم رغبتها في الخوض في الملفات الخلافية لدول المنطقة، لكنها باتت مضطرة إلى فعل ذلك حماية لمصالحها التجارية والاقتصادية، التي ستبقى مهددة إذا لم تكن هناك مظلة سياسية وأمنية وعسكرية تحميها. ومن هنا، فقد تولدت قناعة ربما لدى بكين بضرورة التخلي عن عقلية التاجر الذي يبحث عن زبون فقط، لتنتقل علاقاتها بالعديد من الدول العربية إلى شراكات تشمل جميع المجالات السياحية والثقافية والعلمية والطبية والتكنولوجية، إضافة إلى التعاون التجاري والاقتصادي.”
أما محمد كمال، فأكد على أهمية المصالح الاقتصادية المشتركة بين الطرفين في مقاله على موقع المصري اليوم قائلًا: ” العلاقات العربية الصينية تنطلق أيضًا من عدد من المصالح المادية الواضحة، فبعد أن انخفضت أهمية وحجم الصادرات النفطية العربية للأسواق الأمريكية، أصبحت الصين هى المستورد الأول للنفط العربى، كما أصبحت شريكًا تجاريًا رئيسيًا للعديد من الدول العربية، ومستثمرًا كبيرًا فيها، والكثير من الدول العربية أصبحت جزءًا من مبادرة «الحزام والطريق» الصينية.”
وأكدت وكالة الأناضول أيضًا على أهمية تكوين تخالفات صينية عربية، موضحة أن الصين “تسعى لضمان اصطفاف عربي معها في أي صراع مستقبلي مع الولايات المتحدة بشأن تايوان، وأن تغض الدول العربية الطرف عما يجري لمسلمي الإيغور في شينجيانغ (تركستان الشرقية)، مقابل مزيد من الاستثمارات والقروض.”