صدقت الجمعية العامة للأمم المتحدة بأغلبية ساحقة يوم الأربعاء على قرار يدين الغزو الروسي لأوكرانيا. وكانت الدول الأفريقية ضمن 141 دولة تطالب بإنهاء العدوان الروسي.
بينما كانت إريتريا هي الدولة الأفريقية الوحيدة التي انضمت إلى إلى روسيا وبيلاروسيا وسوريا وكوريا الشمالية في التصويت ضد القرار.
وفي الوقت نفسه هناك 25 دولة أفريقية إما امتنعت رسميًا عن التصويت، أو ” لم تسجل حضورها للإجتماع” – وهي طريقة فعالة للامتناع عن التصويت.
وشملت قائمة الدول الغير حاضرة: إثيوبيا والمغرب وتوغو.
بينما تضمنت قائمة الدول التي امتنعت عن التصويت: جنوب إفريقيا والجزائر وغينيا الاستوائية والسنغال. وكانت الصين بالطبع أبرز ممتنع عن التصويت.
(هذه قائمة بجميع الأصوات)
ولكن لماذا تجنبت ما يقرب من نصف الدول الأفريقية اتخاذ موقفًا من الغزو الروسي لأوكرانيا؟
• موازنة القوى الكبرى: يمكن أن يعكس عدد الممتنعين عن التصويت الحاجة إلى تجنب الضغط من الولايات المتحدة والقوى الأوروبية من جهة ، وروسيا والصين من جهة أخرى.
وعلى الرغم من تحركات بوتين الأخيرة لتنشيط النفوذ الروسي في القارة، فإن التصويت المنفرد في إريتريا بـ “لا” يكشف أن الدعم الأفريقي لموسكو ضعيف.
كما يبدوا الامتناع عن التصويت كمحاولة لتجنب الدخول في معركة علنية مع روسيا أو الإيحاء بالغختلاف مع الصين.
وقد يكون ذلك صحيحًا بالنسبة لجنوب إفريقيا بالتحديد وذلك لأنها العضو الأفريقي الوحيد في كتلة البريكس.
• الإرث السام لحلف الناتو: ربما لا يعكس امتناع بعض الدول عن التصويت تعاطفا أقل مع محنة بقدر ما يعكس رفضا واسعا لحلف الناتو، حيث كان للتدخل الكارثي للحلف الذي تقوده الولايات المتحدة في ليبيا في عام 2011 أصداء غير محمودة في العديد من البلدان الأفريقية.
كما يُنظر للحلف على أنه عامل رئيسي في العنف المستمر في منطقة الساحل. لذلك، ربما أرادت بعض الدول الممتنعةعن التصويت تجنب الاقتراع المؤيد للحلف بشكل عام.
• مشاكل وأولويات أخرى: في الوقت الذي تواجه فيه إفريقيا أزمات ناجمة عن الوباء والديون والتضخم العالمي المتزايد، يمكن أن يكون الامتناع عن التصويت شكلاً من أشكال الحد من تلك المخاطر.
فالبلدان الأفريقية الهشة لها مصلحة أكبر في إبقاء علالقات جيدة مع جميع الشركاء. وهذا ينطبق بشكل خاص على الدول التي تستورد المواد الغذائية من روسيا. فالامتناع عن التصويت يعكس حاجتهم إلى تجنب الاحتكاك بشأن قضايا أخرى.
وهذا الخيار التكتيكي لتجنب الصراع كثيرًا ما يتحكم في تصويت الأفارقة على الخلافات الصينية مثل قضية حقوق الإنسان في شينجيانج أيضًا.