حظى الرئيس الصيني شي جين بينج بترحيب حافل في زيارته الأخيرة للمملكة العربية السعودية للقاء القادة العرب في ثلاث قمم مختلفة.
ويحاول جين بينج أن يقوم بما تراه بعض القوى الغربية مستحيلًا وهو الموازنة بين بناء علاقات اقتصادية قوية مع القادة العرب مع الإصرار على أن الصين لن تتورط في الصراعات الداخلية في المنطقة مثل الآخرين.
وقد تنجح الصين فيما تصبو إليه، فعلى عكس تكهنات وسائل الإعلام العربية والغربية، لا يبدو أن للصين مصلحة في أن تحل محل الولايات المتحدة عسكريًا في المنطقة أو أن تصبح الضامن لأمن أي دولة، حتى مع ماطلباتها بإحلال السلام في الأراضي الفلسطينية أو اليمنية.
ومن المتوقع أن تنصب العلاقات الصينية العربية في الفترة المقبلة على شراء الصين لكميات هائلة من الوقود الأحفوري، وفي المقابل، ستقوم الدول العربية بشراء كميات هائلة من معدات الاتصالات الصينية، والأسلحة، وتكنولوجيا الطاقة المتجددة.
سيعمل الصينيون باستمرار على الاستفادة من علاقتهم المزدهرة مع الدول العربية لتعزيز بنية الحوكمة العالمية البديلة الناشئة في بكين والتي تهدف إلى تحدي قطاعات كبيرة من النظام الدولي الحالي الذي تقوده الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، خاصة فيما يتعلق بالقضايا المتعلقة بحقوق الإنسان.
وبينما قد يحتج قادة الخليج على معاملة المسلمين في الهند وأوروبا والولايات المتحدة، فيبدو أن ما يحدث في الصين لا يسبب لهم أي إزعاج، لذلك نتوقع أن تزدهر علاقات التبادل التجاري بين الصين والدول العربية واستمرار التركيز على الجانب التجاري فقط.