اتبع CAP على وسائل التواصل الاجتماعي

استمع إلى البودكاست الخاص بـ CAP

منظمة شنغهاي للتعاون تصل إلى البحر الأبيض المتوسط

الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يلتقي بنظيره الإيراني إبراهيم رئيسي على هامش قمة قادة منظمة شنغهاي للتعاون في سمرقند في 15 سبتمبر 2022. ألكسندر ديميانتشوك / سبوتنيك / وكالة فرانس برس

بقلم: ليوناردو بروني

أدى قرار انضمام إيران إلى منظمة شنغهاي للتعاون إلى بروز سلسلة من التحليلات من جميع أنحاء البحر الأبيض المتوسط. وبرزت وجهات نظر متباينة في الصحف الأجنبية، التي تؤكد على التداعيات الأمنية والدولية لتلك الخطوة، بينما ركزت وسائل الإعلام الإيرانية المحلية على المزايا الاقتصادية والتجارية التي تستفيد منها طهران. ومع ذلك، يمكن القول بأن كلتا الجهتين تبالغ في تقدير القدرات الحقيقية للمنظمة.


فعلى سبيل المثال، غالبًا ما تصور المقالات الغربية منظمة شنغهاي للتعاون باعتبارها تحالفًا تقوده الصين. حيث وصفت لوموند المنظمة بأنها جزء من خطة شي جين بينغ لتأسيس “نظام دولي جديد” ، بينما وصفتها وكالة الأخبار الإيطالية فورميش بأنها “حلف وارسو الجديد”.


وفي الوقت نفسه يركز الجدل داخل إيران على النواحي الاقتصادية للقرار، حيث صرح نائب وزير الخارجية الإيراني للدبلوماسية الاقتصادية مهدي سفاري أن “الغرض من مشاركة إيران في منظمة شنغهاي للتعاون هو المنفعة الاقتصادية” وأن العضوية ستخلق أسواقًا جديدة لصادرات الطاقة وغيرها من المجالاتز” بينما أكد مجيد رضا الحريري، رئيس غرفة التجارة والصناعة الإيرانية الصينية المشتركة أنه يأمل في أن تتمكن إيران من العمل كمزود للطاقة، ومركز نقل، وبوابة للتجارة البحرية لأعضاء منظمة شنغهاي للتعاون.


كما تمت مناقشة عضوية منظمة شنغهاي للتعاون بشكل إيجابي داخل إيران في سياق إحياء الاتفاق النووي، خاصة وأن البيان الختامي لقمة سمرقند شدد على ضرورة التزام جميع المشاركين في خطة العمل الشاملة المشتركة بالاتفاق. وأشار مسؤولون ومحللون إيرانيون إلى أن المنظمة يمكنها تحسين موقف طهران التفاوضي أو مساعدة البلاد في تجاوز العقوبات الأمريكية إذا لم يتم التوصل إلى اتفاق في هذا الشأن. وقام الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي بالإشارة إلى منظمة شنغهاي للتعاون عندما ناقش تجاوز القيود التي يفرضها نظام العقوبات.


ومع ذلك، كانت هناك أيضًا تحليلات إيرانية نقدية للمزايا المزعومة لمنظمة شنغهاي للتعاون. أشار كل من الأستاذ حميد رضا عزيزي والدبلوماسي السابق كوروش أحمدي إلى أنه على الرغم من إمكاناتها ورغبات طهران، فإن منظمة شنغهاي للتعاون هي في الأساس منصة أمنية وليست منصة للتعاون الاقتصادي. وأشار أحمدي كذلك إلى أن المنظمة تفتقر إلى المؤسسات اللازمة للتكامل الإقليمي مع عدم تحقق جميع المقترحات المتعلقة بإنشائها.


أما بالنسبة للصين، فإن تعزيز التعاون مع ثاني أكبر اقتصاد في العالم هو عبارة عن خط واضح في جميع المقالات المذكورة أعلاه ليؤكد الفوائد الاقتصادية لمنظمة شنغهاي للتعاون، لا سيما في ضوء الزيادة الأخيرة في الصادرات الإيرانية غير المتعلقة بالطاقة إلى الصين. ومع ذلك، لا يزال مجال النفط هو من يأتي بأعلى إيرادات لإيران بالنسبة لعلاقتها مع الصين، وهي السوق التي تواجه فيها طهران منافسة شديدة من موسكو، بالإضافة إلى التهديدات التي تتلقاها بفرض عقوبات أمريكية جديدة . كما يشير امتثال بكين للعقوبات المفروضة على زميلتها روسيا العضو في منظمة شنغهاي للتعاون إلى أن عضوية إيران في المنظمة لن تقنع الشركات والمستثمرين الصينيين بتجنب العقوبات الأمريكية بشكل كبير.


علاوة على ذلك ، اعتبرت الأستاذة فاطمة محروق، التي تمت تغطية مقالتها في العدد الأخير من صحيفة ChinaMed Observer أن بكين فاعل سلبي في مفاوضات الصفقة النووية، حتى أنها افترضت أن الصين قد لا تريد حتى اتفاقًا نهائيًا لمنع أي تقارب بين إيران والولايات المتحدة. وليس ذلك بغريب، حيث يوجد داخل إيران حذر من النفوذ الصيني المفرط، في حين تظل بكين قلقة من أن تقوية العلاقات مع إيران قد تعرض علاقاتها المهمة مع دول الخليج للخطر.


من الواضح أن منظمة شنغهاي للتعاون لا تستطيع حل المشاكل الاقتصادية لطهران (والتي تتسبب جزئيًا في الاحتجاجات التي أشعلتها وفاة مهسا أميني)، لكن العضوية في المنظمة قد لا تقدم الكثير إلى جانب بعض الهيبة . على الرغم من التصوير الخاطئ لمنظمة شنغهاي للتعاون باعتبارها “تحالفًا مناهضًا لحلف شمال الأطلسي” بقيادة الصين، فإن الحقيقة أنه توجد وجهات نظر ومصالح مختلفة داخل المنظمة نفسها، والتي تتحول في بعض الأحيان إلى أعمال عدائية مفتوحة.

وبالتالي، فإن عضوية منظمة شنغهاي للتعاون قد لا تعزز موقف إيران الدولي بشأن أهم القضايا التي تواجهها البلاد ، وهي خطة العمل الشاملة المشتركة والعلاقات مع دول الخليج، بل إنها تؤدي بدلاً من ذلك إلى زيادة التوترات بين طهران والغرب.


ليوناردو بروني زميل باحث في مشروع ChinaMed . يمكنك متابعة ليوناردو على تويتر على IlFuLeoBruni . لمزيد من التغطية للمقالات والتحليلات حول العلاقات الصينية المتوسطية من قبل وسائل الإعلام الصينية والمتوسطية ، تحقق من ChinaMed Observer أو اشترك مجانًا في نشرة ChinaMed .