دخل وانج يي التاريخ يوم الثلاثاء كأول وزير خارجية صيني يحضر اجتماعًا لمنظمة التعاون الإسلامي، وهي أكبر منظمة دولية في العالم الإسلامي. وحضر وانج كضيف شرف للاجتماع الذي عقد في إسلام أباد بباكستان.
وتعكس تلك الزيارة تركيز بكين على التواصل مع أكبر القوى الإسلامية. ففي يناير الماضي، التقى وانج بممثلي المملكة العربية السعودية وسلطنة عمان والكويت والبحرين ومجلس التعاون الخليجي.
كما زار مبعوث الصين لشؤون الشرق الأوسط تشاي جون المملكة العربية السعودية من 13 إلى 15 مارس من هذا العام. والتقى خلال زيارته بالأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي حسين إبراهيم طه.
كما قام وزيريّ خارجية تركيا وإيران أيضا بزيارة الصين خلال شهر يناير.
وتعكس التحركات الدبلوماسية الأخيرة سرعة توطيد العلاقات بين الصين والدول الإسلامية، حيث أصبحت المملكة العربية السعودية أهم مصدر للبترول بالنسبة للصين، متفوقةً بذلك على روسيا، بينما حلت الصين مؤخرًا محل الاتحاد الأوروبي كشريك تجاري رئيسي لدول مجلس التعاون الخليجي. كما يعيد الجانبان حاليًا إحياء المحادثات الخاصة بالتجارة الحرة.
وقالت صحيفة جلوبال تايمز القومية الصينية أن زيارة وانج تعتبر دليلًا على “فشل محاولات الولايات في إحداث الفُرقة بين الصين ودول العالم الإسلامي عن طريق إثارة الشائعات حول منطقة تشينجيانج، التي يقطن بها مسلمي الأويغور “.
بينما وصف نشطاء الأويغور زيارة وانج للمنظمة بــ”المخزية”، منتقدين اشتراك الصين في رعاية دعوة الأمم المتحدة لاعتبار يوم 15 مارس يومًا عالميًا لمناهضة الإسلاموفوبيا. وذلك بسبب اعتداءاتها الموثقة على نحو مليون شخص من مسلمي الإويغور.
وتعد دعوة الوزير الصيني لحضور اجتماع المنظمة دليلًا على نجاح الصين في تصدير قضية تشينجيانج على أنها جزء من جهودها في “مكافحة الإرهاب” بدلًا من كونها قضية تمس حقوق الإنسان. ويبدو ان تلك الجهود تكتسب زخمًا بين قادة العالم الإسلامي، حيث تعتبر منظمة التعاون الإسلامي التي رحبت بوانج أكبر منظمة دولية في العالم بعد الأمم المتحدة ب57 عضوًا.
وبحسب ما ورد، التقى وانج بنظرائه الباكستانيين لمناقشة تعميق العلاقات الثنائية، بما في ذلك التعاون في مكافحة الإرهاب.
أبرز أحداث اجتماع وانج مع منظمة العالم الإسلامي:
• تأثير الولايات المتحدة: وصفت جلوبال تايمز زيارة وانغ بأنها دليل على التضامن بين الصين والعالم الإسلامي ضد الهيمنة الأمريكية. وتشير تلك الأوضاع إلى تصورات الصين بأن الدول الأمريكي يتضاءل في المنطقة العربية.
• أوكرانيا: استغل وانج الزيارة للتأكيد على معارضة بكين للضغوط الغربية على دول العالم لإجبارهم على الانحياز إلى أحد الجوانب في الحرب الأوكرانية. وتبدو الخطوة على أنها محاولة من الصين للحصول على الدعم من الدول الجنوبية لمواقفها السياسية.
• الصورة من الاجتماع: يعكس جلوس وانج بجانب وزير خارجية المملكة العربية السعودية الأمير فيصل بن فرحان آل سعود، ورئيس الوزراء الباكستاني عمران خان وضع الصين كأحد شركاء العالم الإسلامي وهي المكانة التي يصعب على الشركاء الغربيين الوصول إليها.