اتبع CAP على وسائل التواصل الاجتماعي

استمع إلى البودكاست الخاص بـ CAP

وسائل الإعلام تلجأ لروايات مألوفة في تغطية أزمة الديون السريلانكية

تتحرك وسائل الإعلام الوطنية الهندية مثل صحيفة تايمز أوف إنديا بسرعة لنشر روايات متعددة لإلقاء اللوم على الصين بسبب تخلف سريلانكا عن سداد ديونها

“فقدنا القدرة على سداد الديون الخارجية”. كانت هذه هي الرسالة التي بعث بها محافظ البنك المركزي السريلانكي ناندالال وييراسينج المعين حديثًا إلى الصحفيين يوم الثلاثاء. وقد يعكس الإعلان عدم قدرة العديد من بلدان الجنوب العالمي على سداد ديونها ويضع سريلانكا في بؤرة الجدل حول الإقراض الصيني لدول الجنوب.

أعلنت كولومبو مؤخرًا التوقف عن سداد الديون الخارجية للحفاظ على عملتها الأجنبية لتوفير احتايجاتها من الغذاء والدواء. وجاء ذلك الإعلان وسط احتجاجات مستمرة ضد حكومة الرئيس جوتابايا راجاباكسا وتحذيرات من مجاعة محتملة قد تعاني منها الجزيرة.

وأعلنت وزارة المالية عن توقف جميع عمليات السداد لحملة السندات الأجنبية والمؤسسات المقرضة حتى يتم إحراز المزيد من التقدم فيما يخص إعادة هيكلة الديون. وقالت الوزارة أن الحكومة تجري مفاوضات مع الدائنين وصندوق النقد الدولي وسط تحذيرات من “تعثر رسمي في السداد”

وفي الوقت نفسه يرفض الرئيس راجاباكساالاستقالة من منصبه بالرغم من الانتقادات التي طالت عائلته بخصوص سوء إدارتهم للشؤون المالية للبلاد.

ومن خلال التغطية الإعلامية في الهند ودول أخرى للأزمة المالية في سريلانكا، تعود قضية القروض الصينية مرة أخرى إلى دائرة الضوء حيث قالت صحيفة تايمز أوف إنديا أن الجزيرة “وقعت في فخ ديون إستراتيجي نصبته بكين”.

وتعد الصين أكبر مقرض ثنائي في كولومبو، وبالرغم من ذلك تمثل نسبة المديونية للصين 9.8٪ فقط من إجمالي الديون السريلانكية بينما تقل حصة اليابان من المديونية بنسبة 0.1٪ مقارنة بالصين. وفي المقابل ، تظهر بيانات الإقراض أن 47.2٪ من إجمالي ديون الدولةهي ديون تجارية لحاملي السندات.

تدين سريلانكا بحوالي 12.5 مليار دولار من سندات اليورو، منها 78.2 مليون دولار تستحق في 18 أبريل بالإضافة إلى دفعتين أخرتين تستحق في 2023 و 2028.

كما يتوجب على الجزيرة سداد عددًا من المديونيات الأخرى هذا العام، منها سندات بقيمة 1.03 مليار دولار تستحق في 25 يوليو.

يضع هذا سريلانكا في مأزق وتتشابه أزمتها مع الأزمة في زامبيا والتي تسببت في توجيه الكثير من الانتقادات للصين بسبب القروض التي منحتها لها.

وفي الوقت نفسه، يواجه العديد من مديري الأصول الضخمة مثل شركة بلاك روك ضغوطًا متزايدة لشطب بعضًا من هذه القروض ولكنهم يؤكدون أن القانون الائتماني يمنعهم من القيام بذلك دون موافقة رسمية من عملائهم – وهو أمر شبه مستحيل لأن هذه القروض تم جمعها من مدخرات الملايين من الأفراد.

وبالرغم من تفاقم الأزمة داخل المستشفيات السريلانكية التي تلغي العمليات الجراحية بسبب ارتفاع تكاليف التخدير، ومشاكل انقطاع الكهرباء لأكثر من 13 ساعة يوميًا، مازلنا نرى تجاهلًا واضحًا من وسائل الإعلام لتلك المشكلات وتركيزها على إطلاق جولة جديدة من التغطية لروايات مصيدة الديون الصينية.

القراءات المقترحة:

تايمز أوف إنديا: كيف سقطت سريلانكا في فخ الديون وتعثرت في سداد المدفوعات الأجنبية

رويترز: سريلانكا تعلق مدفوعات الديون الخارجية ، وتقول إنها بحاجة إلى المال مقابل الضروريات بقلم أوديثا جاياسينغي وجورجلينا دو روزاريو