أعلنت الصين عن عزمها لتشكيل هيكلًا جديدًا للأمن حول العالم وبالرغم من عدم توافر الكثير من المعلومات حول المشروع، إلا أن الصين بدأت بالفعل في الترويج له في أفريقيا من خلال الإعلان عن “مبادرة الأمن العالمي” والتي تحدث عنها الرئيس شي جين بينغ في خطابه لمنتدى بواو في 21 أبريل.
ولكن تسبب الإعلان في حيرة المراقبين بسبب عدم توافر معلومات بشأن الطبيعة الدقيقة للمبادرة.
يرجع ذلك إلى استخدام الرئيس الصيني لعبارات عامة في توصيف المبادرة، حيث تحدث عن بعض المبادئ السياسية الفضفاضة المألوفة لمتابعي العلاقات الصينية الدولية ومنها: “عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول وحرية اختيار مسارات التنمية ورفض المعايير المزدوجة وتوفير بنية أمنية متوازنة وفعالة ومستدامة، وما إلى ذلك.
وبالرغم من جاذبية العبارات المستخدمة، يبقى من الصعب تحديد كيفية تنفيذ تفاصيل تلك السياسات على أرض الواقع.
بعد فترة وجيزة، ألقى المتحدث باسم وزارة الخارجية وانغ ون بين كلمة في مؤتمره الصحفي وقال فيها: “نحن مستعدون للعمل من خلال الأمم المتحدة والقنوات الثنائية والمتعددة الأطراف لتبادل وجهات النظر مع جميع الأطراف بشأن المبادرة”.
يبدو أن المبادرة قد لاقت الصدى في أفريقيا حيث نٌشرت عدة مقالات في وسائل الإعلام الأفريقية للإشادة بها، وإن كان ذلك بعبارات غامضة. وفي الوقت نفسه، نشر سفير الصين في جنوب إفريقيا تشين شياودونغ مقالًا مدفوع الأجر دصاغ فيه المبادرة كجزء من الجهود التاريخية للصين في حفظ السلام والتنمية في إفريقيا.
كما نشر الصحفي الزيمبابوي ألبرت شافونداوكا مقالاً مؤيداً للمبادرة في صحيفة هيرالد المملوكة للدولة والذي أعيد نشره على نطاق واسع.
وكان شافوندا قد نشر على مدى الأشهر القليلة الماضية العديد من المقالات المؤيدة للصين كما قدم المبادرة على أنها حلًا لموجة التمرد الموجودة في موزامبيق ولكنه لم يصرح إذا ما كانت الصين ستشترك في عملية إحلال السلام هناك.
وبالرغم من عدم توافر الكثير من المعلومات، فإن المبادرة والدعاية الكبيرة لها تشير إلى مرحلًة جديدة من جهود الصين للوصول إلى دول الجنوب العالمي بعد اتخاذ موقف حيادي تجاه الأزمة الأوكرانية. ومن المؤكد أن تلك الجهود ستزعج التحالف الغربي الذي يحاول استمالة دول الجنوب لتشكيل تحالف ضد روسيا.