بقلم: لوكاس فيالا وهوجو جونز
وبحسب زميلنا كوباس فان ستادن، فإن تبني نظرة “عالمية” للمشروع يشجع على إجراء مقارنات بين الاختلافات وأوجه التشابه في دور الصين في المنطقة= – بما في ذلك العواقب الاجتماعية والبيئية والاقتصادية التي تسببها – لدعم الحوار بين صانعي السياسات ذوي الصلة عبر بلدان مختلفة.
بالطبع كما أشار ألدن وفييرا منذ فترة، فإن البلدان التي تعتبر نفسها جزءًا من الجنوب لا تمثل جميع الدول النامية ما بعد الاستعمار. حتى داخل الدول ، قد لا يكون هناك في كثير من الأحيان إجماع واضح حول ما إذا كانت الدولة أو الأمة جزءًا من الجنوب أم لا ، حيث تتبنى بعض المجموعات المصطلح بينما يرفض البعض الآخر.
، تم تغيير اسم مشروع أخبار الصين وأفريقيا رسميًا ليصبح مشروع أخبار الجنوب العالمي هذا الأسبوع. ولأننا ننتج نشرة إخبارية بنفس الإسم، رأينا ان هناك فرصة لمناقشة دور الصين المتزايد في هذه المنطقة من العالم.
وهناك أهمية دائمة لفهم الأفكار والقوى التي تساهم في تشكيل منطقة الجنوب العالمي لتحليل طبيعة وتطور النظام الدولي الحالي. وبحسب العديد من الباحثين، فإن مصطلح الجنوب العالمي لا يعبر عن حقيقة معينة ولا يشير فقط إلى منطقة جغرافية بعينها، ولكنه كيان سياسي واجتماعي تخيلي يشهد محاولات عديدة للتفاوض على هويته وحدوده الجغرافية والدول التي تنتمي إليه.
وغالبًا ما يتم الإشارة إلى مصطلح الجنوب العالمي على أنه تعبير أيديولوجي يتناول اهتمامات ومصالح البلدان النامية ، لا سيما في مواجهة إدارة هذه الدول لعلاقاتها بالقوى العالمية الكبرى فيما يخص القضايا الهامة مثل التجارة أو تغير المناخ بالإضافة إلى تكوين مجموعات مثل حركة عدم الانحياز خلال الحرب الباردة أو مجموعة الـ77 داخل الأمم المتحدة.
وهكذا يحاول أعضاء الجنوب العالمي تكوين هوية محددة تستند إلى خوض تجارب وتحديات متشابهة مثل الاستعمار والإمبريالية والمعاناة التاريخية من العنف بالإضافة إلى وجود اهتمامات مشتركة بين تلك الدول بالإضافة إلى المواقف السياسية المتشابهة التي تنتقد النظام الدولي الحالي الذي يتسم بعدم المساواة.
لقد أظهر الصعود السريع للصين من دولة نامية إلى الفاعل الأكثر حضوراً عبر العديد من مناطق الجنوبوقد أظهرت علاقة الصين التنامية مع دول الجنوب العالمي أهمية النظر في تلك العلاقات حيث لتلك المنطقة من العالم أهمية كبيرة في فهم الهوية المتطورة للصين كقوة عظمى.
وتكثر الإشارات إلى التعاون بين “الجنوب والجنوب” في خطابات السياسة الخارجية الصينية، ومنها المنتدى الأخير حول خطة التعاون بين الصين وأفريقيا، والذي تطرق إلى “صندوق المساعدة للتعاون بين بلدان الجنوب”، حيث تستمر خطة العمل المذكورة أعلاه في الإشارة إلى الصين على أنها “أكبر دولة نامية”.
ولا نهدف إلى التأكيد هنا على أن الصين دولة نامية، بل نهدف بالأحرى إلى التأكيد على أهمية الهوية – والقوة التي تحملها تلك الصفة لفهم دور الصين المتنامي في أفريقيا وآسيا وأمريكا اللاتينية.
وسنواصل استكشاف تأثير الصين على دول الجنوب العالمي والأهمية التي تحملها تلك المنطقة لمستقبل الصين كقوة عالمية.
ونأمل أن يشاركنا قراءنا الأعزاء في هذه الرحلة الاستكشافية.