أعلنت اليابان عن تقديم 30 مليار دولار لتمويل التنمية في أفريقيا وذلك خلال مؤتمر طوكيو الدولي الثامن حول التنمية الأفريقية "تيكاد 8"، الذي عُقد في تونس الأسبوع الماضي.
وتعهد رئيس الوزراء الياباني فوميو كيشيدا بتقديم التمويل عبر العديد من مبادرات التعاون، والتي تشمل تقديم 4 مليارات دولار للتنمية الأخضر وإزالة الكربون وقرض بقيمة 5 مليارات دولار لبنك التنمية الأفريقي لدعم الاستقرار المالي، مع قرض خاص بقيمة مليار دولار لإدارة الديون.
منافسة الصين في أفريقيا: لم يذكر كيشيدا الصين بالاسم ولكنه صاغ مشاركة اليابان في أفريقيا من منظور جيوسياسي، قائًلا: "يجب علينا الحفاظ على وتعزيز النظام الدولي الحر والمفتوح والقائم على القواعد. سنعزز التنسيق على مختلف المستويات بين إفريقيا واليابان للترويج لـ "منطقة المحيطين الهندي والهادئ الحرة والمفتوحة." ويبدو أن اليابان تتبع - سواءً في نهجها االسياسي أو اللغة التي تستخدمها - موقف الولايات المتحدة الأخير بشأن العلاقات بين أفريقيا والصين.
وبحسب موقع الحل.نت، يرى محللون أن اليابان ليس بمقدورها منافسة الصين في إفريقيا على المدى القصير، لكنها قد تبرز كمنافس قوي لبكين وغيرها من القوى الأخرى على المدى الأبعد، ومن أجل ذلك قررت اليابان القفز للأمام بخطوة كبيرة، معلنة تقديم 30 مليار دولار على مدى ثلاثة أعوام للقارة الإفريقية، وهو رقم غير مسبوق بالنسبة للشراكة اليابانية الإفريقية.
ونقل الموقع عن راديو “دويتشه فيله” الألماني لقاء مع جوناثان بيركشاير ميلر الباحث في “المعهد الياباني للشؤون الدولية” في طوكيو، أن عدم تنافس اليابان بشكل مباشر مع نقاط قوة الصين في إفريقيا، خاصة حجم التجارة والاستثمار، يحمل في طياته “ميزة نسبية لليابان”.
وأضاف ميلر، أن ميزة طوكيو تكمن في توفير بنية تحتية عالية الجودة، بما يتماشى مع أولويات مجموعة العشرين، وكذلك تمكين الشركات الإفريقية الصغيرة والمتوسطة من خلال شراكات بين القطاعين العام والخاص، مما منح طوكيو سمعة جيدة إفريقيا.
وأشار إلى أن اليابان على مدى عقود، ومن خلال “تيكاد”، اتخذت خطوات كبيرة في تطوير مساعدتها للقارة من المساعدات التقليدية إلى نموذج شراكة أكثر مع الدول الإفريقية”.