اتبع CAP على وسائل التواصل الاجتماعي

استمع إلى البودكاست الخاص بـ CAP

ضعف احتمالات تمويل الصين لمشروع السكك الحديدية لربط جوبيرج وديربان في جنوب أفريقيا

أثار سفير الصين في جنوب أفريقيا تشين شياودونغ اهتمام وسائل الإعلام مؤخرًا بعد أن قام بالتلميح إلى إمكانية تمويل الصين لخط سكة حديد عالي السرعة بين قلب جنوب إفريقيا الاقتصادي من جهة، ومينائيّ جوبيرج وديربان من جهة أخرى.

ووفقًا لوسائل الإعلام التي غطت الخبر بكثافة، يعمل “رجال المال في بكين” على دراسة جدوى يمكنها أن “تحدث الكثير من الإثارة” حول إمكانية الشحن السريع والنقل بالسكك الحديدية.

لا أريد أن أكون متشائمًا ولكن من الحكمة أن نتريث وندرس الأمر بتمعن. أولا ، دعونا نلقي نظرة على كلمات تشين الفعلية حيث تحدث في معرض للوظائف في جوهانسبرغ ذاكرًا السكك الحديدية ضمن قائمة التعاون الحالية والمحتملة مع الشركات الصينية.

وفي حديثه قال تشين: “سنعمل أيضًا على تنفيذ البرامج التسعة التي تم الاتفاق عليها في اجتماع قمة الفوكاك العام الماضي كما نسعى لتعميق التعاون في إطار مبادرتيّ الحزام والطريق والبريكس. وتعمل الصين بنشاط على دراسات جدوى لمشروع ميناء صغير. كما سندعم الشركات الصينية للمشاركة في مشروع نهر مزيمفوبو وتقديم الدعم المالي. ونستكمل التواصل مع جنوب أفريقيا لإتمام المشروعات الكبرى مثل خط السكك الحديدية عالية السرعة بين جوبيرج وديربان”.

ما كان يقصده السفير الصيني من “استمرار الاتصال” مع أصحاب المصلحة في جنوب أفريقيا ليس مشروعًا جديدًا. ففي الواقع، تمت مناقشة مشروع السكك الحديدية عالية السرعة بين ديربان وجوبيرج في عام 2010 وقد أعلنت الحكومة العام الماضي أنها تعمل على دراسات الجدوى، إلا أن السياسيين هم من تحمسوا للمشروع على عكس القطاع الخاص الذي بدا أقل تحمسًا ولذلك لأن تكلفة المشروع وصلت ل30 مليار دولار في العام نفسه مما يجعله أغلى مشروع بنية تحتية للنقل في تاريخ البلاد.

وترجع التكلفة المرتفعة إلى وجود سلسلة جبال دراكنزبرج المهيبة التي تفصل بين المدينتين.

وتعثرت المفاوضات الأولية للمشروع بسبب مطالبة شركة السكك الحديدية الصينية ب40% من رأس المال من الحكومة الجنوب أفريقية.

وبعد اثنى عشر عامًا من حكم جيكوب زوما، وهي الحقبة الي شهدت الكثير من الفساد والأزمات المتتالية، يبدو أن الحذر الصيني كان ضروريًا جدًا. حيث يبدو المشروع الآن كحلم بعيد المنال. ويؤكد ذلك التصنيف التي أعلنته وكالة فيتش للاقتصاد الجنوب أفريقي.

ومع ذلك يعكس تصريح تشين استمرار اهتمام الصين بالمشروع، كما يطرح التصريح العديد من التساؤلات حول ماهية الشروط التي تمت مناقشتها مع الحكومة الجنوب أفريقية.

كما أثار اهتمامنا ذكر تشين لنهر مزيمڤوبو. ولا يمكننا تحديد إذا ما كان يشير إلى مشروع واسع النطاق للطاقة الكهرومائية والري والذي تم التخطيط له منذ 50 عامًا أم مشروعًا تجاريًا وميناء يُقال أنه سيتم تطويرهما على امتداد الساحل عند مصب النهر نفسه.

ووصفت صحيفة الديلي مافريك التي تمارس ضغوطًا على الحكمة الجنوب أفريقية المشروع بأنه “كابوسًا من الفساد” يأتي مكتملًا بالكازينوهات وملاعب الجولف و “مدينة ديزني”.


وفي تحقيقها المنشور في عام 2019 والتي كشفت فيه عن المشروع، قالت الصحيفة أن الصفقة ترتبط بشركة صينية تدعى هونجلينج للاستثمارات مقرها في داليان. وأشارت الصحيفة إلى تعاون الشركة مع القادة المحليين.

كما وصفت الصحيفة المشروع على أنه مثال على تجاوزات مبادرة الحزام والطريق التي أدت إلى تدمير النظم البيئية الأفريقية الهشة.

وأثار التحقيق ردود فعل غاضبة من السفير السابق سونغ تيان. الذي أشاد خلال فترة ولايته بالإمكانات الاقتصادية للمنطقة لكنه لم يعلن صراحًة إذا ما كان يؤيد أيًا من المشروعين.

وأثناء كتابة هذا التقرير ورد معلومات عن المضي قدمًا في مشروع الري. لكنني غير متأكد من المشروع الخاص بنهر مزيمڤوبو أو بالعلاقة بين المشروعين، وسأكون ممتنًا لسماع مداخلات القراء الذين يعرفون المزيد من التفاصيل حول الأمر.