خلال العام الماضي أبدت الصين حماسًا كبيرًا لإرسال لقاحات فيروس كورونا المستجد إلى البلدان النامية في جميع أنحاء العالم. وقامت بالفعل بشحن مئات الملايين من الجرعات إلى أفريقيا وأمريكا اللاتينية وآسيا ، ثم فجأة توقفت الشحنات تمامًا في فصل الخريف الماضي. ونحن الآن نعلم السبب الحقيقي وراء هذا التوقف.
ففي بداية الجائحة وأثناء انتشار متحور دلتا، أظهرت اللقاحات الصينية فعالية كبيرة في تخفيف أعراض الفيروس مما يحمي المصابين من دخول المستشفيات. ولكن مع الوقت، ومع انتشار متحور أوميكرون، لم تثبت اللقاحات الصينية أي فاعليةفي مواجهة المتحور، مما دفع الدول الأفريقية للسعى للحصول على اللقاحات الأمريكية والأوروبية التي أثبتت كفاءة أكبر في مواجهة الفيروس.
وتعليقًا على ذلك، يقول نيكولاس توماس، الأستاذ في جامعة هونج كونج: “نظرًا لهيمنة سلالة أوميكرون على العالم، فمن الطبيعي أن تفضل الدول لقاحات أكثر فعالية من أجل حماية سكانها”.
وبشكل عام، تراجعت شحنات اللقاحات الصينية العام الماضي بنسبة مذهلة بلغت 97٪ خلال الشهر الماضي مقارنة بنفس الشهر من عام 2021 ، وذلك وفقًا لإحصائيات منظمة اليونيسيف. كما انخفضت استخدامات اللقاحات الصينية لتعزيز التطعيمات بنسبة 98٪ في باكستان و93٪ في إندونيسيا و92٪ في بنجلاديش و 74٪ في البرازيل.
كما تزامن الانخفاض الكبير في استخدام اللقاحات الصينية في دول الجنوب العالمي مع زيادة توافر الجرعات التي تنتجها الشركات العالمية مثل فايزر ومودرنا والتي اعتمدت عليها حكومات الدول النامية بدلًا من اللقاح الصيني.
ويبقى السؤال، كيف ستتصرف الصين بعد أن وعدت أفريقيا بمليار جرعة من اللقاح؟
جرعات مخصصة لمتحور أوميكرون: تعمل شركات الأدوية الصينية حاليًا على إنتاج لقاحات جديدة تستهدف المتحور أوميكرون على وجه التحديد. وبعد انتهاء التجارب الإكلينيكية، تخطط الصين لإرسال اللقااحات الجديدة (حسب الكمية المتوفرة، وذلك بسبب الطلب المحل الهائل على هذا النوع من اللقاحات بالتحديد).
مصانع اللقاح هي الحل: بالرغم من تأخر الصين على الوفاء بوعودها هذا العام، يمكن للمصانع التي أنشأتها في الإمارات العربية المتحدة ومصر والمغرب من إنقاذ الموقف عن طريق تصنيع اللقاح الجديد وإرسال الجرعات اللازمة إلى جميع أنحاء أفريقيا.