وجه رؤساء السلطات التشريعية في أفريقيا نداءً مشتركًا يوم الثلاثاء إلى الدول الدائنة لإسقاط بعض الديون المستحقة على دول القارة.
يجتمع البرلمانيون الأفارقة هذا الأسبوع في مدينة أبوجا في أول اجتماع على الإطلاق لمؤتمر رؤساء البرلمانات الأفريقية منذ تأسيسه عام 2019. وكما هو متوقع، تأتي قضية تخفيف الديون على رأس جدول أعمال المؤتمر.
وقد صرح فيمي جباجابياميلا رئيس مجلس النواب النيجيري قائلًا: “اتفقنا أيضًا أنه لتخفيف الديون سنسعى إلى إبرام اتفاق ثلاثي بين الدائنين والحكومات التنفيذية والمشرّعين. والسبب وراء ذلك أنه حتى إذا أُسقطت هذه الديون.
وتحولت الموارد المالية المخصصة لسدادها إلى قطاعات أخرى مثل الصحة والتعليم، فإن الجهات الدائنة تريد ضمان مشاركة المؤسسة المسؤولة عن تخصيص هذه الأموال في الاتفاقية، وهذا ما نحاول تحقيقه هنا”.
لماذا قد تذهب هذه المناشدات أدراج الرياح؟
يوجه جباجابياميلا ورفاقه نداءهم هذا كما لو كنا لا نزال في عام 1995، عندما كانت أغلب الديون الأفريقية مستحقة للحكومات الغربية أو مؤسسات التمويل الإنمائي مثل البنك الدولي وصندوق النقد الدولي. حينذاك كان تطبيق مثل هذه الإجراءات أمرًا سهلًا، أما الآن فالوضع أكثر صعوبة.
فقد تركت جهات الإقراض التقليدية الساحة لحاملي السندات وجهات دائنة سيادية جديدة مثل الصين. وقد أبدت هذه الأطراف تجاوبًا ضعيفًا – وبعضها لم يتجاوب على الإطلاق – مع المبادرات الداعية إلى إسقاط الالتزامات المالية المستحقة على الدول الأفريقية. وباستثناء حفنة من المنح الصغيرة، فقد واصل أكبر مصرفين من مصارف رسم السياسة المالية في الصين، وهما بنك التنمية الصيني وبنك التصدير والاستيراد الصيني، رفضهما لشطب أي ديون أخرى مستحقة على الدول الأفريقية أو غيرها من دول الجنوب العالمي.
ولا يبدو أن الدائنين الآخرين أفضل حالًا؛ ففي حين أتاحت “مبادرة دول العشرين لتعليق مدفوعات خدمة الدين” تأجيل السداد، فإنها لم تتنازل عن شيء من رصيد الدين الحالي الذي يريد المشرِّعون الأفارقة إسقاطه.
خلاصة القول
قد تكون هذه الخطابات البلاغية التي يلقيها جباجابياميلا ورفاقه البرلمانيون منطقية ومقبولة من الناحية السياسية، أما من الناحية العملية فهي مجرد خيالات.
القراءات المقترحة:
• تشانلز تي في: مؤتمر رؤساء البرلمانات الأفريقية يسعى إلى الإعفاء من الديون – بجاجابياميلا
• صحيفة ساوث تشاينا مورنينج بوست: جهات الإقراض الصينية “تحجم” عن تخفيف مزيد من الديون عن الدول الأفريقية بقلم جيفانز نيابياج