سجل الآن لتصلك النشرة الإخبارية الأسبوعية لمشروع أخبار الصين وأفريقيا مجانًا عبر البريد الإلكتروني

  • This field is for validation purposes and should be left unchanged.

اتبع CAP على وسائل التواصل الاجتماعي

استمع إلى البودكاست الخاص بـ CAP

الدول الغربية تعترض على ضعف الدعم من دول الجنوب بالرغم من عدم قيامهم بأي مبادرات للحصول عليه

الجلسة الخاصة الطارئة للجمعية العامة بشأن أوكرانيا في الأمم المتحدة في نيويورك في 23 مارس 2022. تيموثي أ.كلاري / وكالة فرانس بريس

خطى مشروع أخبار الصين وأفريقيا أولى خطواته لاستضافة مساحة للنقاش على موقع تويتر يوم الخميس الماضي. إذا كنت لا تعرف ما هي مساحة تويتر، فهي تشبه مكالمات زوم إلى حد ما، باستثناء أنه يمكن لمشتركي تويتر الانضمام للنقاش.

وتركزت النقاشات حول العلاقات بين أوكرانيا وأفريقيا والصين. لكنها سرعان ما كشفت عن الصعوبات التي تواجهها الدول الغربية للحصول على دعم الدول الجنوبية من العالم بشأن الأزمة. وتحدث المشتركون من الهند وكينيا والبحر الكاريبي واحدًا تلو الآخر حول نقطة واحدة: الغرب المنافق

وبصرف النظر عن الشكاوى من "نفاق الدول الغربية"، يشكل الوضع في أوكرانيا أزمة حقيقية. وكان من الرائع الاستماع إلى النقد الذي وجهه المشاركون للدعوات الغربية للتضامن كما تطرقوا إلى الحيرة التي أبداها بعد المعلقون الغربيون في الصحافة حول رفض دول الجنوب في الانضمام للتشكيل الذي تفرضه دول الغرب حول أزمة أوكرانيا.


وجاء رد فعل صحيفة الوول ستريت جورنال حول امتناع 35 دولة منهم 25 في أفريقيا عن التصويت في الأمم المتحدة لإدانة الغزو الروسي دليلًا على هذه الحيرة، حيث جاء فيها:


"برغم عدم الاهتمام بالأمم المتحدة هذه الأيام، إلا انه يجب الإشارة إلى قائمة العار التي امتنعت عن التصويت ضد الغزو الروسي لأوكرانيا في اجتماع الأمم المتحدة يوم الأربعاء"

تبرز الفجوة بين صياغة التعهدات وبين العمل الفعلي على تنفيذها كنقطة ضعف رئيسية في بناء التحالفات الغربية حول العالم، ليس فقط فيما يخص أوركانيا.

إذن وفقًا للوول ستريت جورنال، أصبحت هيئة الأمم المتحدة التي لا تزال تمثل المساحة الوحيدة لبلدان الجنوب العالمي للتأثير على الحوكمة العالمية بلا أهمية هذه الأيام، بينما تبقى عملية التصويت الوحيدة التي تعلو فوق جميع قرارات الأمم المتحدة الأخرى "اختبارًا حاسمًا" لنزاهة هذه الدول؟

وبالنظر إلى تحامل الجريدة على الدول الجنوبية التي لم تنصاع للمطالب الغربية وإلى وجهة النظر الأفريقية تجاه التصويت، يمكننا أن نرى كيف أدى "النفاق الغربي" إلى ضعف التضامن العالمي ضد العدوان الروسي.

ويبدو أن جذور المشكلة تكمن جزئيًا في الإحباط الناتج عن الفجوة بين الخطابات والعمل الفعلي على أرض الواقع. حيث يتفوق الغرب في إلقاء الخطابات بينما يضعُف سجله فيما يخص التنفيذ، ويمكن اعتبار الوضع في جزر سليمان دليلًا على ذلك.


فقد تم هذا الأسبوع تسريب مسودة اتفاقية تعاون أمني بين جزر سليمان - وهي دولة صغيرة واقعة في المحيط الهادئ والصين - مما تسبب على الفور في إثارة القلق في واشنطن وكانبيرا من إرساء السفن الصينية في تلك الجزر، مما قد يمنع الوصول إلى منطقة آسيا والمحيط الهادئ (مع العلم أن معركة جوادالكانال الدموية التي دارت عام 1942 مع اليابان كانت تدور حول هذا الاحتمال.)

لقد تم بالفعل صياغة القضية على أنها "ضغط وإكراه من الصين" ، وقد يكون ذلك عاملاً رئيسياً. ومع ذلك ، مع استمرار البحث في القضية تتكشف بعض المعلومات المهمة ومنها:.

أولاً، لم يكن هناك سفارة أمريكية في جزر سليمان منذ عام 1993، ولم تثار فكرة إعادة افتتاح السفارة إلا خلال زيارة وزير الخارجية أنطوني بلينكين لفيجي في سياق عسكرة المحيطين الهندي والهادئ للتصدي للتحركات الصينية.

وفي تقريرها عن الزيارة، أشارت صحيفة نيويورك تايمز بلطف إلى أن بلينكين "تعهد بالمزيد من المساعدة الأمريكية بشأن تغير المناخ وتوفير لقاحات كوفيد-19 و محاربة الصيد غير القانوني، وجميع القضايا الحيوية للمنطقة".


ولم تذكر نيويورك تايمز ما إذا كانت هذه المساعدة ستتضمن استكمال الولايات المتحدة وحلفائها العمل على خفض انبعاثات الكربون التي تعهدت بها مسبقًا أم لا، كما تعهدت جزر سليمان في مؤتمر المناخ العام الماضي.

وفي جلاسكو ، ذكر رئيس وفد جزر سليمان أن ارتفاع مستوى سطح البحر هناك العام الماضي كان أعلى بثلاث مرات من التوقعات العالمية. وربما يوفر المزيد من الاهتمام الغربي بشأن هذه النقطة بعض الجاذيسة لوجهة النظر المناهضة للصين في المستقبل.

وتبرز الفجوة بين القيام بالتعهدات والعمل الفعلي على تنفيذها كنقطة ضعف رئيسية في بناء التحالفات الغربية حول العالم عمومًا وليس فقط فيما يخص أوكرانيا.

وتتضح تلك الفجوة في المقارنة بين التقرير الصادر عام 2018 للبرلمان الأوروبي حول الهيدروكربونات الروسية وسلطة بوتين وبين الارتفاع الحالي لأسعار النفط مما يعني أن أوروبا تمول العدوان الروسي على أوكرانيا.

ويبقى إخفاق الغرب في الالتزام بالمثل العليا التي ينادي بها، وعدم قدرته على خفض انبعاثات الكربون أو تعميق دوره في الجزء الجنوبي من العالم عاملًا مساعدًا في صعود الصين، حيث أثبتت الأخيرة قدرتها على الاستفادة من ضعف قدرة الغرب على بناء التحالفات لتحقيق نجاحات في بناء التحالفات الخاصة بها.