لا شك في أن الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي يشعر بالارتياح لأن اجتماعه يوم الثلاثاء الماضي مع نظيره الصيني شي جين بينج مر بسلاسة (على الأقل ظاهريًا) ويبدو أن علاقات طهران مع بكين عادت إلى مسارها الصحيح.
على مدار العام الماضي، كان هناك قلق متزايد في إيران من أن الصين تعطي الأولوية لعلاقاتها مع خصمي طهران: المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة، حيث تعد السعودية الآن أكبر مورد للنفط للصين والمستفيد الأول من تمويل تطوير الحزام والطريق بينما تبرز الإمارات كمركز لوجستي رئيسي في الصين.
علاوة على ذلك، لم يكن هناك تحرك يذكر، إن وجد، بشأن اتفاقية التعاون الاستراتيجي الصينية الإيرانية التي مدتها 25 عامًا والموقعة في عام 2021.
ما هو الشيئ الذي حصل عليه رئيسي بعد الاجتماع؟ الكثير والكثير من التطمينات، حيث تتعرض إيران لضغوط هائلة من الولايات المتحدة وأوروبا وتعتمد بشكل غير متناسب على الصين في التجارة والاستثمار والدعم السياسي في علاقاتها الدولية.
لذلك، فإن تأكيدات الصين بأنها ستعمل على تعميق المشاركة مع إيران في التجارة والزراعة والصناعة وتطوير البنية التحتية مهمة للغاية بالنسبة لرئيسي ورجال الأعمال في الوفد المرافق له.
ما وجه الاستفادة التي حصل عليها رئيسي من بينج ؟ تم اختيار نقاط الحوار من مجموعة كبيرة من المواضيع التي تحضرها إيران للمناقشة مثل (معارضة العقوبات، ودعم التعددية، وما إلى ذلك ...) باستثناء نقطة رئيسية واحدة تتعلق بالمحادثات النووية الإيرانية.
ولا تعتبر إثارة بينج لتلك النقطة مفاجئة لكنها تلمح إلى مستوى معين من القلق في بكين بشأن ما يمكن أن يحدث إذا انهارت المحادثات النووية، المعروفة باسم خطة العمل الشاملة المشتركة.
تعتمد الصين الآن على الخليج العربي للحصول على حصة كبيرة من طاقتها، بما في ذلك من إيران، لذا فإن الاستقرار في المنطقة هو مصلحة قصوى للصين - مما يعني أنها ستتكئ على طهران لمحاربة أي شبهة فساد قد تؤدي إلى عدم الاستقرار.
ما هي أهمية ذلك؟ يرى كثيرون أن علاقات الصين الوثيقة بشكل متزايد مع إيران يمكنها أن توفر لبكين نفوذاً حاسماً ضد واشنطن.، ولكن إذا كانت الولايات المتحدة جادة في إحياء محادثات خطة العمل الشاملة المشتركة، فقد يكون الصينيون هم من يدفعون الإيرانيين للعودة إلى طاولة المفاوضات. وعندها يصبح السؤال الحقيقي هو ما الذي سيقدمه البيت الأبيض في المقابل؟